فصل: قال ابن جني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة النازعات:
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة أبي حيوة: {فِي الحفرة}، بفتح الحاء، وكسر الفاء بغير ألف، قال أبو الفتح: وجه ذلك أن يكون أراد {الحافرة}، كقراءة الجماعة، فحذف الألف تخفيفا، كما قال:
إلا عرادا عردا

أي: عاردا، وقد ذكرناه.
وفيه وجه آخر ذو صنعة، وهو أنهم قد قالوا: حفرت أسنانه: إذا ركبها الوسخ من ظاهرها وباطنها. فقد يجوز أن يكون أراد الأرض الحفرة، أي: المنتنة؛ لفسادها بأخباثها، وبأجسام الموتى فيها. وعليه فسروا قراءة من قرأ: {صَلَلْنا فِي الْأَرْض} من النتن، ورواها أحمد ابن يحيى: {صَلِلنا}، بكسر اللام.
ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو بن عبيد: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}، بالرفع.
قال أبو الفتح: هذا كقراءة عبد الله بن الزبير وأبان بن عثمان: {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}، وقد ذكرناه هناك.
ومن ذلك ما رواه الأعمش عن مجاهد: {وَالْأَرْضَ من ذَلِكَ دحاها}.
قال أبو الفتح: ليست هذه القراءة مخالفة المعنى لمعنى القراءة العامة: {بَعْدَ ذَلِك}، لأنه ليس المعنى- والله أعلم- أن الأرض دحيت مع خلق السموات وفي وقته، وإنما اجتماعهما في الخلق، لا أن زمان الفعلين واحد. وهذا كقولك: فلان كريم، فيقول السامع: وهو مع ذلك شجاع، أي: قد اجتمع له الوصفان، وليس غرضه فيه ترتيب الزمان.
ومن ذلك قراءة عكرمة: {وَبرزت الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}، بالتاء مفتوحة.
قال أبو الفتح: إن شئت كانت التاء في {ترى} للجحيم، أي: لمن تراه النار. وإن شئت كانت خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم أي: لمن ترى يا محمد، أي: للناس، فأشار إلى البعض، وغرضه جنسه وجميعه، كما قال لبيد:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ** وسؤال هذا الناس: كيف لبيد؟

فأشار إلى جنس الناس في هذا المعنى، ونحن نعلم أنه ليس جميعه مشاهدا حاضر الزمان.
.
فإن قيل: فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان بحضرته المؤمنون الذين قد شهد لكثير منهم بالجنة، وشهد من حال الإيمان لهم بها، فكيف يجوز أن يقول الله له: النار لهؤلاء الذين تراهم؟.
قيل: يخصه ويخلصه محصول معناه، فهذا كقوله تعالى: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}، وقوله: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل}، وقوله: {وَقَلِيلٌ مَا هُم}، كأنه عام لجميع من يقع البصر عليه، إغلاظا، وإرهابا. والمؤمنون مستثنون منه بما تقدمت الأدلة عليه، وله أشباه كثيرة.
ومن ذلك قراءة السلمي: {أَيَّان} بكسر الألف.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة النازعات:
مكية.
وآيها أربعون وخمس خلا الكوفي وست فيه.
خلافها اثنان:
{ولأنعامكم} كوفي وحجازي.
{من طغى} عراقي وشامي.
القراءات:
قرأ {أئنا لمردودون} {أئذا} الآية بالاستفهام في الأول وبالإخبار في الثاني نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب وقرأ أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني والباقون بالاستفهام فيهما وكل مستفهم على أصله فقالون وأبو عمرو وابو جعفر بالتسهيل والمد وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر والباقون بالتحقيق والقصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد.
واختلف في {نخرة} الآية 11 فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ورويس بألف بعد النون وافقهم الأعمش قال في النشر هذا الذي عليه العمل عن الكسائي وبه نأخذ وروى كثير من المشارقة والمغاربة عن الدوري التخيير بين الوجهين وجرى عليه في الطيبة وقال ابن مجاهد في السبعة عنه كان لا يبال كيف قرأها بألف وبلا ألف وروى عنه جعفر بن محمد بغير ألف وإن شئت بألف والباقون بغير ألف وهما بمعنى كحذر وحاذر أي بالية ووقف على بالواد بالياء يعقوب.
وقرأ {طوى} الآية 16 بضم الطاء مع التنوين مصروفا ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وأمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف والباقون بلا تنوين وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفه وهو رأس آية. وأمال رؤوس الآي وهي من قوله: {حديث موسى} إلى آخرها حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق إلا ما فيه هاء مؤنث وهي تسع كلمات:
{بناها}.
{فسواها}.
{ضحاها}.
{دحاها}.
{مرعاها}.
{أرساها}.
{منتهاها}.
{يخشاها}.
{ضحاها}.
الآية 27 – 28-29-30-31-32-44-45-46.
فله فيها الفتح مع التقليل كأبي عمرو وفي جميع رؤوس الآي ما عدا الرائي نحو {ذكراها} الآية 43 فمحضه وجها واحدا غير أن الفتح عنه في اليائي من رؤوس الآي أقل منه في غيرها كما مر.
واختلف في {إلى أن تزكى} (الآية 18) فنافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب بتشديد الزاي والأصل تتزكى فأدغموا التاء في الزاي وافقهم ابن محيصن والباقون بتخفيفها فحذفوا التاء الأولى.
وأمال {فأراه} أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والكبرى معا من الفواصل ويوافق الصوري فيها أبا عمرو ومن معه وكذا حكم {لمن يرى} و{من ذكريها}.
وقرأ {ءأنتم} بتسهيل الثانية مع الفصل بلا ألف قالون وأبو عمرو وابو جعفر وهشام في أحد أوجهه وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد الساكنين والثاني لهشام التحقيق مع الفصل والثالث له التحقيق بلا فصل وبه قرأ الباقون وعن الحسن والأرض والجبال برفعهما على الابتداء والجمهور على نصبهما بإضمار فعل مفسر بما بعده.
وأما {دحاها} فهي رأس آية ومر حكمها غير أن الكسائي اختص بإمالتها عن حمزة كما مر.
واختلف في {منذر} (الآية 45) فأبو جعفر بالتنوين ومن مفعوله قال الزمخشري وهو الأصل والإضافة تخفيف وافقه ابن محيصن والحسن والباقون بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا.
المرسوم:
{كتبوا} و{أخرج ضحيها} بالياء وكذا {دحيها}. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة النازعات:
{فالمدبرات}.
{الحافرة}، {خاسرة}، {بالساهرة}، {لعبرة}، {ءأنتم}، {المأوى} معا، فين؛ جلي كله.
{أئنا … أئذا} قرأ نافع والشامي والكسائي ويعقوب بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني، وأبو جعفر بالاخبار في الأول والاستفهام في الثاني والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على أصله من التسهيل والتحقيق وغيرهما فقالون والبصري وأبو جعفر بالتسهيل والإدخال وورش ورويس وابن كثير بالتسهيل من غير إدخال وهشام التحقيق مع الإدخال قولا واحدا والباقون بالتحقيق بلا إدخال.
{نخرة} قرأ شعبة والأخوان ورويس وخلف بألف بعد النون والباقون بحذفها ورقق ورش راءه.
{بالواد} يقف عليه يعقوب بزيادة ياء ساكنة بعد الدال وغيره بتركها.
{طوى} قرأ الشامي والكوفيون بتنوينه مع كسره وصلا وإبداله ألفا وقفا والباقون بحذف التنوين في الحالين.
{إلى أن تزكى} قرأ المدنيان والمكي ويعقوب بتشديد الزاي وغيرهم بتخفيفها.
{منذر} قرأ أبو جعفر بتنوين الراء وغيره بحذف التنوين ولا يخفى ترقيق الراء لورش.
{أو ضحاها} آخر السورة وآخر الربع.
الممال:
سورة النازعات من السور الإحدى عشرة:
رءوس الآي الممالة:
{موسى}، {طوى}، {طغى}، {تزكى}، {فتخشى}، {الكبرى}، {وعصى}، {يسعى}، {فنادى}، {الأعلى} {والأولى}، {يخشى}، {بناها}، {فسواها}، {ضحاها}، {دحاها}، {ومرعاها}، {أرساها}، {الكبرى}، {سعى}، {يرى}، {من طغى}، {الدنيا}، {المأوى} معا.
{الهوى}، {مرساها}، {ذكراها}، {منتهاها} {يخشاها} {أو ضحاها}. وقد أمالها كلها الأخوان وخلف لا فرق في ذلك بين الرائي مثل {يرى} وغيره نحو {الأعلى} ولا بين ما فيه ها نحو {بناها} وغيره نحو ما ذكر، إلا {دحاها} فلا يميلها إلا الكسائي.
وأما البصري فقد أمال ذوات الراء نحو {الكبرى} و{ذكراها} وقلل غيرها قولا واحدا نحو {سعى} و{بناها}، وأما ورش فقلل ذوات الراء قولا واحدا لا فرق في ذلك بين ما فيه ها وهو {ذكراها} وغيره نحو {الكبرى}، وأما غير ذوات الراء فإن لم تكن مقرونة بها فإنه يقللها قولا واحدا نحو {فعصى} و{الأعلى} وإن كانت مقرونة بها مثل {بناها} فله فيها الفتح والتقليل.
واعلم أن الفواصل السابقة معدودة عند الجميع ما عدا {من طغى} فعدها رأس آية البصري والشامي والكوفي، ولم يعدها المدني الأول ولا المدني الأخير ولا المكي، وقد ذكرنا في سورة طه أن ورشا يعتمد عدد المدني الأخير وأبا عمرو يعتمد العدد البصري، وقيل إنهما يعتمدان عدد المدني الأول والقول الأول أرجح، فإذا جرينا على القول الأول يكون لورش في {طغى} الفتح والتقليل لأنه ليس برأس آية عنده ويكون للبصري فيه التقليل قولا واحدا لأنه عنده رأس آية، وإن جرينا على القول الثاني كان لورش فيه الوجهان المذكوران أيضا وكان للبصري فيه الفتح فقط لأنه ليس رأس آية عند المدني الأول كما أنه ليس على وزن فعلى.
والحاصل أن لورش فيه الفتح والتقليل على كلا القولين وأن للبصري فيه التقليل قولا واحدا على الرأى الأول، والفتح قولا واحدا على الرأى الثاني، وقد علمت أن الرأى الأول أرجح وأقوى.
ما ليس برأس آية:
{شاءت} و{جاءت} لابن ذكوان وحمزة وخلف.
{خاف} لحمزة.
{أتاك} و{ناداه} و{نهى} لدى الوقف عليه بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
{فأراه} بالإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش.
المدغم الصغير:
{فكانت سرابا}، للبصري والأخوين وخلف.
الكبير:
{الليل لباسا}، {الملائكة صفا}، {أذن له}، {والسابحات سبحا}، {فالسابقات سبقا}، {الراجفة تتبعها}.
ولا إدغام في {كنت ترابا}، ولا في {بعد ذلك} لفتح الدال بعد ساكن. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة النازعات:
قوله تعالى: {أئذا كنا عظاما} مذكور في نظائره.
قوله تعالى: {نخرة} يقرأ بإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه أراد عظاما عارية من اللحم مجوفة والحجة لمن حذف أنه أراد بالية قد صارت ترابا وقيل هما لغتان مثل طمع وطامع والأجود إثبات الألف ليوافق اللفظ ما قبلها وبعدها من رؤوس الآي.
قوله تعالى: {طوى اذهب} يقرأ بالتنوين وكسره لالتقاء الساكنين وبحذف التنوين وإسكان الياء وقد ذكرت علله في سورة طه مستقصاة.
قوله تعالى: {إلى أن تزكى} يقرأ بالتشديد والتخفيف على ما ذكرناه في نظائره ومعنى التخفيف ها هنا ان يكون زاكيا ومعنى التشديد ان يتفعل من الزكاة أي يتصدق وموسى لا يدعو فرعون مع علمه بكفره الى ان يتصدق ودليله قوله: {أقتلت نفسا زكية} وزكية ولم يقل متزكية.
قوله تعالى: {أئنا} يقرأ بهمزتين محققتين وتشديد النون وبهمزة وياء ونون مشددة وبهمزة ونونين الأولى مشددة وقد ذكرت علله فيما سلف بما يغني عن اعادة قول فيه في هذا الموضع. اهـ.